ويحذر من تناول المضادات الحيوية للعدوى الفيروسية
استشاري طب الأطفال بالقومي للبحوث: لا داعي للفزع من دور البرد المنتشر
هبة نافع
قال د.هاني الميقاتي استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة والباحث بالمركز القومي للبحوث قسم طب الأطفال، إنه لا داعي للفزع من دور البرد المنتشر حاليا، فنحن في موسم نشاط العدوى الفيروسية السنوي، بالإضافة إلى مخالطة الأطفال لبعضهم في المدارس، مما يسبب انتشار العدوى.
وأوضح في تصريحات لبوابة روزاليوسف أن ما يحدث ليس مفزعا، وهي أدوار فيروسية متكررة سنويا، محذرا من استخدام المضاد الحيوي في العلاج حيث أن أغلب الأطفال المترددين على العيادات لا يحتاجون له لأنها عدوى فيروسية، والمضادات الحيوية تعالج العدوى البكتيرية.
وأضاف: أنه للأسف من الأخطاء الشائعة اللجوء للمضادات الحيوية حتى يتعافى الطفل سريعا حتى لو لم يكن في حاجة إليها، مشيرا إلى هناك بعض الحالات التي تستدعي اللجوء للمضاد الحيوي مثل الالتهاب الرئوي أو الأذن الوسطى أو وجود صديد على اللوز أو التهابات في البول إلا أن أغلبية الحالات والتي تمثل ٨٥% أو ٩٠% من الأطفال المترددين على العيادات لا تحتاجه وعلاجها راحة وسوائل وبعض الأدوية المعالجة للأعراض سواء أكانت كحة أو حرارة، وذلك حتى نحافظ على الجهاز المناعي للطفل.
وفرق د.هاني الميقاتي بين نوعين من الالتهابات الرئوية وهما الالتهاب الرئوي العادي، ويسمى النمطي، ويتم علاج أغلب حالاته بالمنزل، إلا إذا صاحبه صعوبة في التنفس فلابد من التوجه لأقرب مستشفى، ويعتبر من الاستثناءات التي يلجأ فيها الطبيب لاستخدام المضادات الحيوية في العلاج، أما النوع الثاني من الالتهابات الرئوية فهو غير النمطي، وهو شائع في عيادات الأطفال في سن ما فوق ٥ سنوات.
وأوضح د.الميقاتي أن مشكلة الالتهاب الرئوي غير النمطي تتمثل في أن له مضاعفات عديدة على أكثر من جهاز بالجسم، وقد تظهر أعراضه على الطفل في شكل طفح جلدي أو كحة مستمرة لأكثر من شهر مثلا، وقد لا تصاحبه أي أعراض، فيبدو الطفل في حالة صحية مستقرة لكنه يعاني من هذا الالتهاب.
وأضاف أن هذا النوع من الالتهاب في زيادة مستمرة مؤخرا وفقا للعديد من الأبحاث العلمية التي أجريت في آسيا وأمريكا وأوروبا ومصر ودول الخليج، وذلك على الرغم من أنه تم اكتشافه في نهاية القرن التاسع عشر في الماشية، وفي عام ١٩٣٨ تم تسميته بغير النمطي لأن شكل الميكروب مختلف عن شكل البكتيريا المتعارف عليها.